نتائج صلح الحديبية

ترتب عن صلح الحديبية الموقع في السنة السادسة للهجرة بين النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه من المهاجرين والأنصار وبين مشركي قريش نتائج باهرة فيما بعد، رغم حالة الغضب وعدم الرضى الذي أبداها الصحابة بسبب شروط الصلح، التي رأوا في بعضها إهانة للمسلمين و انتقاصا منهم.

ولعل من أهم نتائج صلح الحديبية الذي كان يبدو في ظاهره ضيما للمسلمين وحيفا في حقهم ، ما يلي :

  • اعتراف قريش بمكانة المسلمين وقوتهم كخصم جديد وقوي، حيث حاولت تجنب المواجهة العسكرية معهم، وأرسلت عدة رسل للتفاوض وتحقيق الصلح، انتهت بإبرام اتفاق الحديبية.
  • استراحة المسلمين من الحروب الطويلة التي شغلتهم واستهلكت قوتهم ومالهم، والاستعداد للحروب القادمة.
  • توظيف الجهد الكبير في الدعوة السلمية، بعد انتشار الأمن والسلام.
  • تفرغ النبي عليه الصلاة والسلام لمخاطبة ومراسلة قادة بعض الدول، كقيصر وكيسرى والنجاشي وأمراء الأعراب، ودعوتهم إلى الإسلام.
  • منح الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين للاختلاط ببعضهم البعض، فاعتنق بعدها الكثير من المشركين للإسلام بعد التعرف عليه عن كثب.
  • تفرغ النبي لمحاربة أحد أعداء الدعوة ألا وهم اليهود، حيث خرج بعد شهرين من صلح الحديبية إلى خيبر، التي فتحها المسلمون وغنموا غنائم كثيرة منها.
  • ازدياد عدد المسلمين في فترة السلم بنسبة كبيرة .
  • فتح مكة الذي يعد من أهم ثمار صلح الحديبية، فبعد نقض المشركين للعهد، اضطر النبي والمسلمون إلى مهاجمة مكة وفتحها، والقضاء على قوة قريش ونفوذها نهائيا، و دخلت أعداد كبيرة من الناس في الإسلام بعد الفتح المبين.

 

أسباب صلح الحديبية وموقف الصحابة منه

  • أسباب صلح الحديبية : يعود السبب في إبرام صلح الحديبية إلى رغبة المسلمين في أداء العمرة بمكة في السنة السادسة للهجرة، حيث خرجوا من المدينة قاصدين مكة لتحقيق ذلك، بعد رؤيا للنبي عليه الصلاة والسلام في منامه، حيث رأى نفسه يدخل مكة هو وأصحابه لأداء العمرة، لكن قريش اعترضتهم في الطريق ومنعتهم من ذلك، وانتهى الأمر بتوقيع صلح الحديبية.
  • مواقف الصحابة منه : رفض الصحابة في البداية شروط الصلح، وساد الغضب بين أوساطهم، غير أن النتائج التي ترتبت عنه فيما بعد، جعلتهم يعودون ويتفاهمون موقف النبي عليه الصلاة والسلام آنذاك.