مقال عن جمال اللغة العربية

اللغة العربية

تعتبر اللغة قلب الأمم النابض ولسانها الناطق ومفتاح هويتها وقاموس أسراها، وهي أهم أدوات التفكير والتواصل. و اللغة العربية واحدة من أهم اللغات المعاصرة، والتي تنشر في مجال جغرافي واسع يمتد على قارتين، و يتحدث بها ملايين الناس . وتعد هذه اللغة – العربية – واحدة من أقدم اللغات في العالم وأكثرها غنا وثراء من حيث الألفاظ والتراكيب والأساليب البيانية، الأمر الذي جذب إليها اهتمام علماء اللغة العرب والغربيين، الذين انبهروا بالجمالية المنقطعة النظير لهذه اللغة. وفي هذا الـ مقال عن جمال اللغة العربية ، سنحاول التطرق إلى بعض الفضائل والخصائص التي تميز هذه اللغة دون سواها من اللغات.

 

مقال عن جمال اللغة العربية

 

فضائل وجمال اللغة العربية

لا يخفى على أي دارس للغة العربية أو متكلم بها، ما تتوفر عليه هذه اللغة من جمالية منقطعة النظير، فهي متعددة الصور والتشبيهات والاستعارات والمجازات.
تتعدد مظاهر جمالية اللغة العربية، ولعل من أهمها ما يلي :

  • الترادف وجمالية الفروق والدرجات : حيث أنشأت اللغة فروقا دقيقة بين الألفاظ، فمثلا كلمة الحب يعبر عنها بأكثر من أربعة عشرة لفظا، تختلف من حيث الدرجة، فهناك الحب والهوى والهيام وغيرها من الألفاظ، أما بالنسبة لأفعال الحب فهي أكثر من ذلك بكثير.
  • الاشتقاق ( مفردات عديدة ذات أصل واحد ) : يعني المشتق اللفظ الذي أخذ من غيره مع تناسبه في المعنى مع الأصل، وهو من الخصائص التي تميز اللغة العربية، حيث يمكن اشتقاق اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة باسم الفاعل، واسم التفضيل، و أسماء المكان والزمان والآلة من المصدر حسب رأي البصريين، أو من الفعل حسب رأي الكوفيين.
    وإذا تمت إضافة مزيدات الفعل الثلاثي والرباعي فإنه يمكن الحصول على عائلة كبيرة من المفردات التي تعادل قاموسا كبيرا.
  • المحسنات البديعية : هناك عدة أنواع من المحسنات البديعية كـ السجع والجناس والطباق والتورية، التي تكشف عن جمالية اللغة ومستوياتها.
  • اللغة الشعرية : تظهر جمالية اللغة بشكل كبير في الميدان الشعري، حيث تزخر القصائد الشعرية سواء الحديثة منها أو القديمة التي تعود للعصر الوسيط أو العصر الجاهلي بلغة شعرية متميزة.
    واللغة شعرية هي مصطلح شامل يطلق على بناء الجملة نحويا وصوتيا، كما ينطوي على التقنيات الفنية المتعددة من موسيقى وصور شعرية، فـ لغة الشاعر المبدع هي لغة تتميز بالحياة والتنوع ولا تقف عند طريقة واحدة من طرق التعبير، بل تتنوع من حيث العبارات والأسلوب .
    واللغة الشعرية المبدعة حسب النقاد هي تلك اللغة التي تثير في القارئ إحساسا باللذة والمشاركة في العمل الفني من خلال التقديم والتأخير والحذف والتلوين في العبارة والضمائر، والإيجاز والفصل بين أركان الجملة، الأمر الذي يثير في المتلقي متعة الاكتشاف والتذوق الفني.
    والعربية نظرا لكونها لغة غزيرة وغنية من حيث الأساليب والعبارات والصور البلاغية والتشكيلات النحوية، تتيح للشاعر والمبدع من حرية الاختيارات ما لا تتيحه لغة أخرى.

 

مميزات اللغة العربية

  • مرونة اللغة : تتوفر اللغة العربية على عدد ضخم من المفردات التي تتعلق بنفس الكلمة، والتي تؤدي إلى نفس المعنى، وهذا الأمر تفتقد إليه معظم اللغات الأخرى، فكلمة الأسد في اللغة العربية مثلا لها أكثر من ثلاثمائة مرادف من ضمنها الليث والسبع والضرغام وغيرها.
  • قدم اللغة : تعد اللغة العربية من أقدم اللغات على وجه الأرض، فـ تاريخها يرجع إلى قرون سحيقة، كما أن هناك العديد من اللغات الأجنبية الأخرى التي استخدمت بعض الكلمات من اللغة العربية وأخذتها منها
  • التناسق : تضم اللغة العربية جذورا متناسقة للفعل، أي هناك ماضي، مضارع، أمر، مثل ” قرأ، يقرأ، اقرأ” عكس اللغات الأخرى التي يختلف فيها الفعل الماضي عن المضارع و الأمر.
  • الأصوات : تضم اللغة العربية مجموعة من الأصوات المتعددة، فهناك الترقيق والتفخيم والإدغام وغيرها.
  • الإعراب : تنفرد اللغة العربية بالإعراب، حيث تتغير معاني الكلمات والمفاهيم وفهم مراد اللفظ حسب تغير الحالة النحوية.
  • المؤنث : تنفرد اللغة العربية بضمائر خاصة تميز المؤنث عن المذكر وهو ما ينعدم لدى اللغات الأخرى.

 

علوم اللغة العربية

يتم تقسيم اللغة العربية إلى عدة أقسام أو علوم فرعية، ويتطلب تعلم اللغة العربية تعلمها واتقانها والمعرفة الدقيقة بها، ومن أهم هذه العلوم، ما يلي :

  • علم اللغة : هو علم يختص بجوانب ومفردات اللغة العربية، وطرق بنائها وأساليبها، كما يهتم بشكل الكلمة وتكوينها، الأمر الذي يسهل فهمها من طرف الناطقين بها أو الراغبين في تعلمها من غير العرب.
  • علم الصرف : أو التصريف، يقصد به العلم التي يركز على أبنية الكلمة وما يطرأ عليها من تغييرات في حروفها وحركاتها، وهذا العلم لا علاقة له ببناء الكلمة أو إعرابها.
  • علم النحو : يهتم هذا العلم بدراسة الكلمة بناء وإعرابا.
  • علم المعاني : هو علم يختص بدراسة الألفاظ ومدى مناسبتها للمعنى، ويعد فرعا من فروع علم البلاغة.
  • علم البيان : هو علم يكشف معاني الكلمات بأكثر من وجه، ويتم تقسيمه إلى مجاز وكناية وتشبيه واستعارة، وهو فرع من فروع علم البلاغة.
  • علم البديع : هو الذي يهتم بجمالية الكلمة وتحسينها من حيث المعنى والألفاظ.
  • علم العروض : يختص بدراسة أوزان الشعر وتقسيمها.
  • علم القوافي : هو علم له إتصال بعلم العروض، ويختص علم القوافي في دراسة أحوال أواخر الأبيات الشعرية والتي تدعى القافية.
  • علم قواعد الكتابة : أو علم الخط ويختص بدراسة أسس الكتابة ، سواء من حيث العناية بالحروف وطريقة رسمها وتنظيمها، ومنه الإملاء.
  • علم القراءة : هو علم يهتم بدراسة القرآن من ناحية التلاوة وضبط الآيات شكلا ونطقا.
  • علم الإنشاء : يعنى بفن النثر كـ الرسائل والخطب، وهو فن من فنون الأدب العربي.
  • علم المحاضرات : يختص هذا العلم بإيصال الكلام إلى الناس في المجالس، ويدخل أيضا في التاريخ والتراجم والسيرة.

 

 

أخير؛ لا يمكن ختم هذا الـ مقال عن جمال اللغة العربية، دون التطرق لآراء وأقوال بعض المستشرقين أو الباحثين الغربيين الذي عبروا عن اندهاشهم وانبهارهم بجمالية اللغة العربية وتفردها عن باقي اللغات الأخرى.

 

أقوال المستشرقين عن جمال اللغة العربية

  • مؤسس مدرسة شيكاغو النقدية ياروسلاف ستيتكيفيتش : ” إن من يقرأ الشعر الجاهلي، واللغة العربية يتوقع أن يكون كل عربي شاعرا “
  • المستشرق الفرنسي رينان : ” من أغرب المُدهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرّحل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، و حسب نظام مبانيها ، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائب” .
  • المستشرقة الألمانية زيفر هونكه : ” كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة”
  • الكاتبة والأكاديمية اليابانية ماري أوكا : قالت أنها تشعر بالحزن والحنين كلما قرأت قصيدة عربية عن الغزل، نظرا لغناها بأفعال العشق وجمالية التعبير عن الحب، لأن اللغة اليابانية لا تحتوي إلا على لفظ واحد للحب.