شعوب ما قبل التاريخ

تتنوع الوسائل العلمية التي تمكن من تحديد التطورات البيولوجية وطرق عيش الإنسان الأول و شعوب ما قبل التاريخ ، منذ ظهور الإنسان الأول وحتى اختراع الكتابة في سومر بـ بلاد الرافدين.

 

الوسائل المعتمدة في دراسة حياة شعوب ما قبل التاريخ

أدى تطور العلوم وخاصة منها علم الآثار إلى التعرف على الإنسان القديم وشعوب ما قبل التاريخ، فقد شكل هذا العلم الأداة الرئيسية للتعرف على الماضي البشري، وذلك بالاعتماد على دراسة المخلفات المادية التي تركها الإنسان، من آثار معمارية وأدوات وأسلحة وأوان وكتابات ورسوم منقوشة على الصخر وغيرها ..

 

التطورات البيولوجية لإنسان ما قبل التاريخ

توصلت الأبحاث العلمية إلى بعض التطورات التي مر بها الإنسان الأول، وذلك من خلال دراسة مجموعة من الأحفوريات الإنسانية في جهات متفرقة من العالم.

وتبين بأن أقدم كائن بشري تم العثور على مخلفاته لحد الآن قد عاش بالقارة الأفريقية، وانتقل الإنسان الأول بعدها إلى عدة أشكال أكثر تطورا مع مرور الحقب الزمنية، وهي : الإنسان ما قبل الماهر ثم الإنسان الماهر، فـ الأنسان المنتصب القامة ثم الإنسان العاقل والإنسان الحالي.

 

تقنيات ومصادر عيش شعوب ما قبل التاريخ

مرت حياة هذه الشعوب بـ الكثير من التطورات في مختلف الميادين، ففي الميدان التقني استخدم الإنسان الأول المادة الحجرية المتوفرة بكثرة لصنع أدوات مختلفة من حجر الصوان الخشن، وكان لهذه الصناعة عملية فنية خاصة، فلم يتوصل الإنسان إلى تشكيل الأدوات إلا بعد تجارب طويلة وتداريب مختلفة. وإلى جانب ذلك توصل الإنسان إلى اكتشاف النار والزراعة وتدجين الحيوانات، فانتقلت شعوب ما قبل التاريخ بعدها من مرحلة جمع الطعام إلى مرحلة إنتاجه.

وأدى تعرف شعوب ما قبل التاريخ على المعادن و استخدامها إلى قيام الثورة الصناعية الأولى في التاريخ، التي تطورت فيما بعد نتيجة استيعاب الإنسان لطريقة صهر المعادن .

 

الحياة الاجتماعية لشعوب ما قبل التاريخ

عاشت المجتمعات البدائية على شكل عشائر، وكانت الأرض والطبيعة بما فيها من ثروات هي الوسيلة الوحيدة لعيش العشيرة، لذلك كان يتم استغلالها بصورة مشتركة، وتشكلت العشائر الأولية من أسر وجماعات أمسية، تقوم فيها الأم بدور رب الأسرة.

وفرضت التغيرات الطارئة على الإنتاج تغييرات في تنظيم جماعة الناس، حيث انتقلوا تدريجيا إلى الحياة الحضرية وبناء القرى والمساكن والمخازن والمقابر والمعابد والأسواق والطرقات، وكانت كل من أريحا بفلسطين والتي نشأت حوالي 9000 قبل الميلاد و مها نجو دارو ببلاد الهند القديمة والتي ظهرت حوالي 5000 قبل الميلاد من أقدم الحواضر التي عرفتها البشرية.

 

 

التراث الديني والفني لـ شعوب ما قبل التاريخ

أدت مراقبة الإنسان للظواهر الطبيعية وعجزه عن تفسيرها إلى اعتقاده عن امكانية اعادة الحياة بقوة خيالية وسحرية إلى عظام الحيوانات، فاتخذت كل قبيلة شعار حيوان كرمز تنتحل صورته .

وانتقلت هذه الشعوب بعدها إلى الاعتقاد بقوى غير مرئية لها القدرة على التأثير في حياة الانسان ومصيره، فاستعان بالرقي والحجب والتمائم لدرء خطرها ونيل رضاها.

هذا في الجانب الديني ؛ فأما في الجانب الفني فقد ظهرت المحاولات الفنية الأولى للإنسان القديم برسم بعض الظواهر الطبيعية والحيوانات على جدران الكهوف والصخور.