دراكولا ومحمد الفاتح

تعتبر قصة دراكولا واحدة من أغرب القصص في التاريخ، والتي نسجت حولها الكثير من الأساطير، وكتبت فيها الروايات والقصص، وصورت حولها العديد من الأفلام. وقد وقعت الأحداث الحقيقية للقصة خلال القرن 15 م ، حيث وقع الصراع بين دراكولا ومحمد الفاتح .

 

من هو دراكولا ؟

دراكولا هو اللقب الذي أطلق على الأمير الروماني المعروف بـ فلاد الثالث، وتعني دراكولا ابن التنين بـ اللاتينية أما في الرومانية فـ تعني ابن الشيطان، أما الأتراك العثمانيين فقد سموه بالفلاخ والبعض سماه ب فلاد المخوزق.

ولد الأمير فلاد الثالث أو دراكولا في رومانيا سنة 1431 م ، وعمل حاكما عسكريا لولاية ترانسلفانيا، وقد نشأ وتربى في القصر العثماني بالقسطنطينية مع أخيه رادو الذي أسلم وعين مساعدا للسلطان محمد الفاتح.

تعلم دراكولا من العثمانيين فنون الحرب والقتال عندما كان في القسطنطينية، وانضم لعصبة سرية تسمى عصبة التنين كانت عبارة عن اتحاد سري يضم مجموعة من أمراء ونبلاء أوربا الوسطى والشرقية الراغبين في الوقوف ضد المد العثماني، و قد عرف القرن 15 م صراعا كبيرا بينه وبين محمد الفاتح سلطان الدولة العثمانية خلال تلك الفترة.

 

دراكولا والقتل الوحشي للمسلمين

بعد عودة فلاد الثالث إلى موطنه الأصلي انقلب على العثمانيين وبدأ بتنفيذ أعمال قتل وحشية ضد المسلمين بشرق أوربا، الذين تعرضوا لأبشع أنواع القتل والتعذيب على يديه، حيث كان يدخل الخوازيق في مؤخرة الضحية ليترك المعذب ساقطا وهو يشاهد دماءه.

وقد بالغ في أشكال التعذيب والقتل لدرجة حرقه للناس وسلخ جلودهم وارغام الأطفال على تناول لحم أمهاتهم.

 

دراكولا ومحمد الفاتح وبداية الصراع

بمجرد علم محمد الفاتح بأمر الفظائع التي ارتكبها الفلاخ أو دراكولا في حق المسلمين، ثارت ثائرة السلطان العثماني وأمر بإعداد جيش كبير واتجه لتأديب دراكولا، وعند وصول السلطان إلى حدود إقليم الفلاخ، أرسل هذا الأخير عرضا بالخضوع للسلطان ونبذ الحرب بينهما مقابل دفع الجزية.

قبل محمد الفاتح عرض دراكولا في البداية، غير أنه لما علم بنية الغدر من طرف دراكولا، قرر إرسال مبعوثين له ليستعلم عن ذلك، إلا أن دراكولا قام بالقبض عليهم ووضعه على الخوازيق، وبعدها قام بالاغارة على بلغاريا وقتل أهلها وأفسد فيها، فأرسل له السلطان مندوبين من أجل ترك الأسرى إلا أن الفلاخ قام بدق مسامير في رؤوسهم وقتل حوالي 25 ألف أسير من المسلمين.

 

نهاية قصة دراكولا

بعد الحوادث الشنيعة التي اقترفها دراكولا؛ قرر السلطان محمد الفاتح الانتقام منه، فأرسل مجموعة من خيرة الجنود على رأسها رادو أخو فلاد الثالث.

وقد قام الأمير رادو بحصار قلعة دراكولا الذي هرب بمساعدة الغجر بعد عجزه عن المواجهة، وجلس رادو على العرش حتى وفاته سنة 1475 م، منهيا بذلك قصة صراع دراكولا ومحمد الفاتح التي امتدت لعدة سنوات.